“الأبيض” في قاع المجموعة الأولى على يد لبنان
آخر تحديث:الخميس ,08/09/2011
المنتخب يخرج من حسابات التأهل "نظرياً" ويحتاج إلى معجزة
رسالة بيروت: علي نجم

خيم الصمت والحزن على مقر إقامة بعثة منتخبنا الوطني في فندق السفير بالعاصمة اللبنانية بيروت، بعدما جاءت الخسارة أمام منتخب “بلاد الأرز” بثلاثة أهداف مقابل هدف بمثابة الضربة القاضية لآمال وطموحات “الأبيض”، في التأهل إلى الدور النهائي من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال البرازيل 2014 .
لعل من عايش أجواء بعثة “الأبيض” منذ لحظة مغادرتها لمطار دبي الدولي، وصولا إلى فترة تواجدها في بيروت لمس مدى التوتر والضغط العصبي و”الخيبة”، الذي يعيشها أفراد البعثة بعد فشلهم في الخروج من “صدمة الخسارة أمام الكويت في المرحلة الأولى من التصفيات، لتكون المباراة مع المنتخب اللبناني بمثابة “رصاصة الرحمة”، في رأس طموحات “الأبيض” الذي بات في وضعية أقل ما يقال عنها أنها تحتاج إلى “معجزة” لضمان الترشح إلى الدور الرابع من التصفيات بعدما تجمد رصيده عند صفر من النقاط بعد مرور جولتين على بداية المنافسات . وشهد مقر اقامة اللاعبين حركات “مكوكية” لمسؤولي الاتحاد والقائمين على منتخبنا الوطني، خاصة من خلال تحركات الرئيس محمد خلفان الرميثي الذي بدا الاكثر “حزنا” على ضياع “حلم” التأهل إلى الدور الرابع من التصفيات بلغة المنطق والعقل، وإن كانت الفرصة لا تزال موجودة بلغة الأرقام والحسابات .
أداء متواضع
وكانت مباراة لبنان بمثابة لقاء مفترق طرق ل”الأبيض”، الذي كان يدرك ان الخسارة قد تكون كفيلة بتبخر الأحلام، وهو ما حصل على أرض المدينة الرياضية التي شهدت انتصاراً “تاريخياً” للبنانيين الذين تذوقوا طعم الفوز الأول لهم على حساب المنتخب “الأبيض” .
وكانت 7 مباريات سابقة قد جمعت بين المنتخبين، فتعادلا في 3 مباريات، بينما خسر ،4 لتشهد المباراة الثامنة الفوز الأول للمنتخب “الأحمر” رسمياً على الإمارات .
ولعل الانتصار اللبناني كان مستحقاً على كل المستويات، بعدما بدا “الأبيض” بلا حول ولا قوة، بل بدا لاعبونا الذي طغى عليهم عنصر الشباب كمن تعرض لداء “الشيخوخة” مبكراً، فعجز رجال المدير الفني السلوفيني كاتانيتش عن مجاراة أصحاب الأرض فنياً وبدنياً، ليكون السقوط نتيجة حتمية لواقع “الأبيض” الذي لم يعد يسر صديقاً ولا حتى منافساً .
خاض منتخبنا اللقاء بتشكيل شهد تغييرين عن تلك التي لعبت أمام الكويت قبل 4 أيام، فزج المدرب السلوفيني “المقال” عقب المباراة كاتانيتش بمحمد أحمد في مركز قلب الدفاع إلى جانب وليد عباس، بدلاً من حمدان الكمالي المصاب، بينما احتفظ بالظهيرين يوسف جابر يساراً وخالد سبيل يميناً .
ومرة جديدة بدا خط الدفاع أشبه ب”دفرسوار”، عبر منه اللبنانيون مرات عدة إلى مرمى ماجد ناصر فسجلوا ثلاثية “تاريخية”، وأهدروا مثلها مرة بسبب تألق ماجد ناصر ومرات بسبب الرعونة .
ولعب رباعي وسط الميدان مباراة “العمر” على مستوى السلبية، ففشل الرباعي المكون من سبيت خاطر وعامر عبدالرحمن وإسماعيل الحمادي ومحمود خميس في فرض سيطرتهم على منطقة العمليات التي كانت الكلمة العليا فيها للنجم اللبناني المحترف في الدوري الصيني رضا عنتر لاعب كولون الألماني سابقاً .
ولم يتمكن لاعبو الوسط من ربط خطوط الفريق التي بدت مفككة، فلا ترابط ولا انسجام، ولا حتى التزام بالادوار الدفاعية أو الهجومية، ولم تظهر بصمات سبيت خاطر إلا من الكرات الثابتة التي صنع من خلالها إحداها هدف “الأبيض” الوحيد الذي جاء برأسية محمود خميس، الذي لعب بدلاً من علي الوهيبي الذي تعرض للإصابة في الحصة التدريبية الأولى في بيروت .
أما على المستوى الهجومي، فكان الثنائي أحمد خليل ومحمد الشحي ضيفين خفيفي الظل بطيئي الحركة قليلي الخطورة على المرمى اللبناني، ففشل الأول في ترجمة “بعض” الفرص التي سنحت له، في حين لم يقدم الثاني أي شيء يذكر، ما أجبر المدرب على استبداله بعد مرور ساعة من عمر المباراة .
ولم تنفع التغييرات التي قام بها كاتانيتش في ضخ الروح في جسد “الأبيض”، الذي بدا كمن دخل في غيبوبة أو في “موت سريري”، باستثناء بعض المحاولات التي جاءت في الدقائق الاخيرة من زمن المباراة، ولكن بعد خراب مالطا، وهو المشهد الذي تكرر للمباراة الثانية على التوالي، بعدما كان لاعبونا قد “انتفضوا” في اللقاء الاول أمام الكويت في الوقت القاتل ليسجلوا هدفين بعدما تقدم “الازرق” بثلاثية نظيفة .
ولعل سوء حالة “الأبيض” دفعت بالمنتخب اللبناني إلى اقتناص فرصة العمر لتحقيق الانتصار التاريخي، ولكسب أول ثلاث نقاط في عمر التصفيات، ليجد أبناء “بلاد الأرز” أنفسهم بعد مرور جولتين من عمر التصفيات في المركز الثالث بالمجموعة بفارق نقطة واحدة عن كوريا الجنوبية والكويت صاحبي المركزين الأول والثاني على التوالي .
وضرب اللبنانيون بفوزهم على “الأبيض” سرباً من العصافير بحجر واحد، ذلك أن فوزهم هو الأول في تاريخ مواجهتهم مع منتخبنا سواء ودياً أو في التصفيات، كما أن الانتصار “الأحمر” هو الأول من نوعه على مستوى نوعية واسم الخصم، باعتبار أن المنتخب اللبناني لم يعرف طعم الفوز على منتخب من العيار الثقيل أو أفضل منه على مستوى التصنيف العالمي، منذ مشاركته في الدورة العربية التي اقيمت في بيروت عام 1998 .
ولعبت عوامل عدة في منح اللبنانيين هذا الانتصار، ولعل أولها سوء حالة الخصم “الأبيض”، إلى جانب تسلح رجال المدرب الالماني ثيو بوكير بإرادة صلبة وروح قتالية عالية كانت غائبة عن لاعبينا، إلى جانب الدور الكبير والمتميز الذي قام به العائد إلى صفوف المنتخب النجم المحترف رضا عنتر .
وكان رضا “عنتر” المباراة فلعب دور المهندس والبارومتر والهداف، ليكون رجل المباراة الأول، إلى جانب الحارس زياد الصمد الذي “تعملق” في بعض الفترات لينقذ مرماه من هدفين محققين كانا سيسهمان في تغيير نتيجة اللقاء .
أما العامل الثالث والذي كان الأكثر تأثيراً في نفوس اللبنانيين، فكان رغبة اللاعبين في “الثأر” من “الأبيض”، ومن اللاعب ذياب عوانة الذي سجل هدفاً “تاريخياً” من ركلة جزاء بالكعب في المباراة التي جمعت المنتخبين قبل 3 أشهر وانتهت بفوز كاسح لمنتخبنا بنصف درزن من الأهداف .
وهتف الجمهور اللبناني كثيرا ضد منتخبنا، وواجه نجومنا صافرات الاستهجان وبعض العبارات “النابية” من قبل قلة من الجماهير اللبنانية التي توحدت “للمرة الأولى” منذ أكثر من 10 سنوات خلف منتخبها، لتتناسى كل الخلافات السياسية والطائفية التي تعصف بالبلاد .
فهد علي : أكثر المتشائمين لم يكن يتوقع حصيلة الصفر
لم يجد فهد علي إداري منتخبنا الوطني سوى تعبير “أشعر بالصدمة” كتعليق عقب الخسارة التي مُني بها “الأبيض” أمام المنتخب اللبناني بالثلاثة .
وقال: إن خسارة مباراتنا مع لبنان هي تكملة لحالة “الصدمة” التي عاشها الفريق عقب الهزيمة أمام الكويت، ولم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن تكون حصيلتنا صفراً من النقاط في أول مباراتين، كما لم يكن أكثر المتفائلين من اللبنانيين يتوقع أن يفوز لبنان بالثلاثة على حساب منتخبنا .
أشار فهد علي إلى أن الروح الانهزامية وضحت على اللاعبين في المباراتين، وهذا ما يعتبر مؤشراً سلبياً، لأن حال المنتخب لم تكن على مستوى الآمال، ولم تعكس المستوى الحقيقي “للأبيض” خاصة في ظل الأداء الهزيل والروح القتالية التي غابت بشكل كامل .
وعن قرار اقالة المدرب كاتانيتش وتحميله مسؤولية الخسارتين، قال: في كرة القدم المدرب هو دائماً من يتحمل المسؤولية، وهذه مسألة لا تتعلق بكرة الامارات بل على مستوى الأندية والمنتخبات كافة .
واعترف فهد بأن الكيمياء لم تكن موجودة بين المدرب واللاعبين في بعض الفترات، وعملنا كجهاز إداري على هذا الجانب واستطعنا تقريب المسافات عبر العمل على إدخال اللاعبين في مرحلة انسجام مع فكر المدرب، كما عملنا مع كاتانيتش على ضرورة تقبل اللاعبين وفكرهم، حيث حصل نوع من التنازل من قبل الطرفين لما فيه خير المنتخب وكرة الإمارات .
وقال: عندما تخسر أمام منتخب يتفوق عليك فنياً وبدنياً وتكتيكياً ممكن أن تجد المبررات، لكن أن تخسر أمام منافس أقل شأناً، وهذا ليس تقليلاً من حجم وقيمة المنتخب اللبناني، لكني أعتقد أن الكرة الإماراتية أفضل من اللبنانية على كل المستويات .
وعزا المدافع الدولي السابق الأهداف الستة التي ولجت شباك منتخبنا خلال مباراتي الكويت ولبنان إلى أخطاء فردية وإلى غياب التركيز وسوء التمركز من قبل بعض اللاعبين وهي عوامل مهمة ومؤثرة جداً في مباريات كرة القدم .
وأشار فهد علي إلى أن بعض اللاعبين يملكون أفضل بكثير مما قدموا وأن كل الأجواء التي كانت تحيط بالمنتخب لم تكن تشير إلى إمكانية تعرض الفريق لخسارتين متتاليتين .
مصير الجهاز الإداري بيد الاتحاد
تحدث فهد علي إداري منتخبنا الوطني عن مصيره مع المنتخب الى جانب إسماعيل راشد مدير المنتخب قائلاً: إذا وجد مسؤولو الاتحاد أن الجهاز الإداري قد ارتكب أخطاء أو قد قام بعمل غير إيجابي فهم أصحاب القرار بتغيير الكادر الاداري .
وأضاف: إنني وإسماعيل راشد نشعر بالارتياح لما قدمناه وإننا عنصران في خدمة منظومة كرة الإمارات من موقعهما الحالي وخدمنا “الأبيض” لسنوات عدة كلاعبين .
وتمنى “الإداري” أن تكون الخسارة أمام الكويت ولبنان فرصة للاستفادة وللتقييم الحقيقي وقال: يجب معرفة إذا كان ما شهدناه في المباراتين هو مستوانا الحقيقي، فإذا كان كذلك فإن الوضع لا يبشر بالخير، وإن كنت أعتقد أن “الابيض” يمتلك الأفضل فنياً .
http://www.alkhaleej.ae/portal/5fcbc9ca-76f7-4132-809b-3b498271196e.aspx